هناك كل يوم ارى موتي ودفني

هناك..
بين دروبي الضيقة الطويــــلة
تقدف الريح بذكرياتي
بصوري وأغنياتي
بين باب ونافدة تعلق أيامي
تعتليها خيوط العناكب من كل ناحية
ويعلو صوت الناي
يعلووو..
يبكيني وتبكي السماء
مطراً عتيًّا
طوفاناَ
يحملني من الأركان الى الماضي
بين ذكرى وذكرى
أراني أحبو..
أكبر..
أعشق وأهيم
وأكبر وأكبر
والقلب يحزن ويضيم
..
وأراني أموت
وكفن الذكرياتي يلفني لفاً
ويضمني قبر الأيام
يضيق ويضيق
وأبوابه يعتليها الحطام
ومن خارجه صمت كالحريق
حطام الأيام يصرخ عالياً
والليل ينوح باكياً
والموت
دون خروج الروح يزورني
كل ليلة
أشاهد مراسيم دفني
في قبر السراب
أترك خلفي عباءاتي
وبقايا شعر أسود حزين
وتزيح السماء عنها حلة النجوم
تقدفها حزنا
وتلقي بالضباب كالبرد على سرابي
يطرق ويطرق كل ليلة بابي
حلم خلف الجدران كان يهمس لي
بيومٍ مشرق ذات مرة
يوم أبى أن يأتيني
وقد تركته من نفسي
بعد موتي
بعد دفني
في قبر السراب
وتلك الذكريات
ماأزال أراها
كل ليلة تزورني مع الضباب
تقدف بيديها نحو نحري
تخنقني وتخنقني حد اللاموت
وحد الاختناق الرهيب دون الموت
بين قبري السرابيٌّ والوجوه السوداوية
أراني أبكي..
أنوح
دون صوت أو همس
دون شيء
فقط أرثي نفسي فيها
اشكي حالي لها
ولا اسمع نفسي أحكيها ..